سنة 1944 اجتمع ممثلي 44 دولة من حول العالم في فندق بغابات بريتوووز وبعد 22 يوم من الاجتماعات تم الاتفاق على اعتماد الدولار الامريكي كمرجع رئيسي لتحديد سعر عملات الدول الاخرى
هذه الاتفاقية هي الاتفاقية الرئيسية التي ادت الى اشكيل نظام الصرف الاجنبي ووضع الاقتصاد خلال ال 75 سنة التالية
لماذا قررت بلدان العالم ان تسلم اقتصادها بيد الولايات المتحدة وتعتمد عملتها
السبب ان الولايات المتحده بوقتها كانت البلد المسيطر والمستقر مقارنة ببلدان العالم الكبرى المطحونة بالحرب العالمية الثانية و ربحتها امريكا بالعام التالي
وكانت الولايات المتحده في وقتها تمتلك 75% من ذهب العالم
فكان الدولار الامريكي هو العملة الوحيدة على مستوى العالم المغطاة بالذهب
كانت ورقة الدولار عبارة عن وصل امانة تشتري بها الذهب وتستطيع ان تحولها لذهب في اي وقت
لان امريكا كانت تضمن تجميد الذهب مقابل كل دولار يتم طبعه
والذي حدث بعدها بسنوات ان الولايات المتجدة خاضت حرب صعبة في فيتنام واحتاجت الى المزيد من الدولارات لكي تغطي تكاليف الحرب
لكن الدولارات لم تكن تكفي لان الذهب الموجود عندها وعند العالم لم يكفي حتى يغطي الدولار الامريكي
لذلك ماعاد من الممكن طباعة المزيد من الدولارات المغطاة بالذهب
ان الولايات المتحدة تجاوزت الحد الاعلى المسموح من الدولارات المطبوعة وصارت تطبع ورق من غير ان تضع الذهب يعني تقريبا عملت مثل ما عمل صدام سنة 1991
لكن الازمة الكبرى حدثت عندما الرئيس الفرنسي جاوديغوو سنة 1968 طلب من امريكا ان تحول الدولارات الامريكية التي لديه يعني عند البنك المركزي الفرنسي الى ذهب
يعني قال لهم باختصار يريد ان يقوموا بتحويل ال 191 مليون دولار الى ذهب
خذوا اوراقكم التي طبعتوها واعطوني ال 156 الف كيلو ذهب
هذا دفع الرئيس الامريكي في وقتها ريتشارد نيكسون لاصدار بيان سنة 1973 اعلن فيه الغاء التزام الولايات المتحدة بتحويل الدولارات الامريركة الى ذهب
وهذه الصدمة سموها لاحقا بصدمة نيكسون
انخفضت قيمة الدولار 40 ضعف من سنة 1973 الى اليوم
وارتفع سعر الدولار بشكل جنوني واصبح سلعة عادية مثله مثل القضة والبلاتين
ورغم انه بعد سنوات قررت الولايات المتحدة اتخاذ استراتيجيه اسمها البترو دولار
تعني بدل ضمان طباعة الدولار بالذهب يتم ضمانه بالنفط الموجود في البلدان التي يعتمد عليها بشكل اساسي
تم الاعتماد على السعودية بشكل رئيس بهذه الاستراتيجية وهي التي اقنعت باقي بلدان اوبك مقابل وعود بضمان الولايات المتحدة لاستمرار واستقرار نظام الحكم السياسي للسعودية
مع ذلك بقي هذا القرار صدمة حقيقية للدول على مستوى العالم
انخدعت باعتبارها كانت تكدس الدولار الامريكي كاحتياطي للنقد الاجنبي وتتعامل مع الدولار على انه ذهب وانه ضمان لعملتها
الان لم تصبح قادرة على تحويل هذا الدولار الى ذهب وانما اصبح مجرد ورقة مطبوعة من حكومة الولايات المتحدة الامريكية
لكن السؤال لماذا لم تقرر الدول في وقتها ولحد الان فك الارتباط مع الدولار والغاء التعامل معه
اسباب كثيرة ابسطها واوضحها ان الولايات المتحدة ماتزال القطب الواحد واقوى اقتصاد واقوى بلد عسكيا وماليا وتجاريا وسياسيا على مستوى العالم
وفعلا اكثر من رئيس واكثر من بلد حاولوا يواجهون هذه الهيمنه الاقتصادية فواجهوا مصير سيء
لكن السؤال الان هل هيمنة الدولار ستستمر للابد؟
مجلة ذانيو ريببلك الامريكية قالت بتحقيق نشرته ان خصوم الولايات المتحدة خصوصا روسيا والصين يعملون على تنويع احتياطاتهم من العملة وتوسيع التجارة الثنائية بعملات غير الدولار.
هذا بالاضافه للتململ المتكرر عند بعض زعماء الاتحاد الاوربي من حقيقة ان الدولار يحد منحرية اعمالهم وسياساتهم
وسيطرة الدولار ممكن تعوضها منطقة صينية كبيرة تتعامل بالعملة المحلية خصوصا بضل التوسع الصيني سواء بافريقيا او اسيا وبالتاالي من الممكن ان تحقق هذه الخطوة التي سيكون لها اثر مباشر على قوة الدولار الامريكيخلال السنوات الاخيرة الصين اقحمت عملتها بمختلف التعاملات التجارية الدولية وعملت روسيا نفس الشيء بالروبل.
بالنتيجة الدولار اليوم لم يواجه مشاكل فقط بسبب طبيعة الازعاجات التي سببها له اليوان الصيني و الروبل الروسي او اليورو الاوربي انما بدا يحصل على ازعاج من منافسين جدد من ضمنهم العملات الرقمية مثل البتكوين وبقية العملات الرقمية وعملة قيس بوك المتوقعه ليبرا وغيرها من العملات.