بلد افريقي ليس لديه ساحل وكل الذي لديه بعض الموارد المحدودة وصناعة التعدين المتواضعة والمشكلة الاكبر يمتلك اعلى كثافة سكانية بقارة افريقيا
وفوق كل هذا حدثت فيه حرب اهلية طاحنة تستمر 100 يوم وانقتل فيها 800 الف شخص وتعرض مئات الاف النساء للاغتصاب
طبيعيا نتيجة لهذه الظروف ابرز المؤشرات التي ستظهر لديك هو الفقر
قبل الحرب كان متوسط دخل المواطن 60 دولار شهريا ومعى نهاية الحرب انخفض الى 30 دولار لا ن البلد اصبح على الهاوية والمستثمرين غادروا والاغنياء غادروا وحتى الشباب اصحاب الكفاءات بل حتى المؤسسات الخيرية التي من المفروض ان تغيث الناس تركت البلد بعد الكارثة
لكن المفاجأة سنة 2015 متوسط الدخل السنوي للفرد وصل الى 1200 دولار يعني 30 ضعف ماكان عليه قبل 20 سنة
لذلك يعتبروه الكثير من الاقتصاديين التجربة الروماندية معجزة حقيقية
لكن كيف حدثت هذه المعجزة
براوندا 90% من السكان مزارعين والزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد
لكن المشكلة ان الانتاج الزراعي انخفض بشكل كبير والحكومة عملت خطة لتطوير الزراعة
جلبت خبراء اجانب لحل مشاكل سوء البنية التحتية
عملت الحكومة على مختلف انواع البنى التحتية حتى من ضمنها شبكة هاتفية ومكتب للتصدير ووفرت الاسمدة والمعدات واصبحت تأجر بعض المعدات وتقدم قروض ميسرة للمزارعين
النتائج حرفيا كانت مبهرة لكن المشكلة بعالم الاقتصاد الحديث الزراعة وحدها ليست كافية لتحقيق نهضة اقتصادية لذلك شجع المستثمرين الدخول من خلال انشاء نظام النافذة الواحدة واسسوا مجلس من اعضاء رواديين ومستشارين اجانب وخبراء بمختلف الاختصاصات الاقتصاد والطب والادارة والاعلام حتى يضعون خطط استراتيجية لتطوير البلد ودرسوا بشكل دقيق جدا تجربة سنغافورة
الرئيس الروادي كاغامي كان يأخذ مسألة كسب المستثمرين على محمل شخصي للغاية حيث ذهب بنفسه التقى رئيس شركة ستار بكس واقنعه ان يزور رواندا
وفعلا قررت الشركة ان تعمل سلسلة انتاجية في البلد واصبحت اول زبون للقهوة الروماندية
وذهب ايضا والتقى بمدير شركة غوغل واقنعه بتحويل رواندة الى نواة للاتصالات والتقنية في المنطقة
وذهب الى ابعد من هذا حيث عمل عقد رعاية مع نادي ار سي نال الانكليزي في سبيل الترويج للسياحة في برواندا
رغم ان هذا العقد كلفه حسب التقديرات عشرات ملايين الدولارات
لكن هدف براوندا جلب السياح لهذا البلد الواعد
بالرغم من ان برواندا مازالت تعاني من مشكلة الفقر لكنها تحقق نمو اقتصادي رائع ومبهر يعتبر السابع على مستوى العالم بمجال جذب المستثمرين ورجال الاعمال ومن خلال هذه التجربة الناجحة اثبتت ان الفقر من الممكن هزيمته من خلال التخطيط والاستفادة من تجارب الاخرين