Skip links

بمدينة فينيسيا في ايطاليا التاجر الشاب انتونيو اضطر ان يقترض مبلغ من المال من التاجر اليهودي المرابي شايلوك.

شايلوك وافق على اقراض انتونيو المبلغ من دون فوائد بالرغم من انه يضمر احقاد تجاه انتونيو  وفي نفس الوقت ظهرت هذه الاحقاد  فيما بعد وانتونيو لم يكن مهتم لاي شرط من الشروط التي تثبت في العقد بسبب اطمئنانه بأن السفن الخاصة فيه  قادمة في طريقها وبالتالي  هو مطمئن بانه متمكن 100% من قدرته على سداد الدين بحكم الثروات التي ينتظرها.

لكن الذي لم يكن في الحسبان ان ثروات انتونيو في السفن غرقت وهي في طريقها للعودة وبالتالي هو غير قادر على تسديد ال 3000 جنيه التي تدينها  بالوقت المحدد.

في هذه الحالة وبحكم العقد الموقع فيما بينهم شايلوك اصبح من حقه الاستيلاء على رطل  لحم من جسم انتونيو  ومن اي مكان هو يختاره  وهذا يعني عمليا بأن شايلوك اصبح بأمكانه قتل انتونيو بسبب عجزه عن تسديد الدين!

بالرغم من ان هذه القصة غير واقعية وهي جزء من مسرحية تاجر البندقية لمخيلة الكاتب الانكليزي وليام شكسبير التي الفها سنة 1600 لكن فيها قاعدة اقتصادية مخيفة وللاسف واقعية ومستمرة اذا اضطررت ان تقتقرض وعجزت عن التسديد الدائن له الحق بالاستيلاء عليك والتحكم بحياتك.

للاسف هذه المعادلة  قائمة بشكل او باخر على المستوى الشخصي وعلى مستوى البلدان ومن الامثلة التي تحدث على مستوى البلدان هو عملية تلااكم الديون على الدول النامية لصالح الدول الرأس مالية الغنية.

وهذا الشيء زاد في  الفترات الاخيرة من التاريخ ويتزايد ازمة الديون الخارجية   للدول النامية حيث تضاعفت هذه الكمية

وزادت بشكل كبير مثلا سنة 1994 وصل الدين الى 1770 مليار دولار امريكي اي زاد بمقدار 52% مقارنة بسنة 1980 وفي الوقت الحاضر زاد بنسبة اكبر خصوصا مع تزايد مفهوم الدول الاحتكارية الرأس مالية.

الدول النامية او الفقيرة ازداد فقره وازداد التعتر الاقتصادي بالنسبة لها وبالتالي اصبحت بحاجة لاي مورد ينقذها لتمشية امورها وبالمقابل الدول الغنية بحاجة الى سوق لتصريف بضائعها ومكان لحصول من خلاله على المواد الخام  او المواد الاولية لصناعتها  المتزايدة ولكن هذه العلاقة لم تتم بشكل عادل  لطرفين وانما بدت من خلال الديون.

تبدأ هذه الانواع من الديون من خلال قروض سخية من قبل بلدان غنية بحجة مساعدة  ااقتصادات المحلية  للبلدان المتعثرة ومساعدتها على التخلص من الاعباء  الحالية.

لكن  تبدأ المشاكل بالتدريج ابتداءآ من عملية فرض الفوائد على الديون وصولا الى عملية شبه التدخل المباشر وغير المباشر بسياسات اقتصادية داخلية للبلد المقترض خصوصا عندما يبدأ التعثر بسداد المجدول الاتفاق المسبق  وعلى الرغم من ان العنوا ن العام لعملية الاقتراض هو المساعدة على الازدهار ومنع التعثر الاقتصادي  لكن غالبا النتائج  التي حدثت خلال المراحل السابقة  هو المزيد من التعثر.

الاقتراض قد يؤثر على عمليات التضخم في البلد ويؤدي الى تخفيض قيمة العملة الوطنية الاضافة الى استنزاف العملات الصعبة ويدفع رؤوس الاموال المحلية  على الهجرة الى الخارج  ومن الطبيعي سوف يكون من الصعب جدا جذب رؤوس اموال اجنبية مستثمرين الى بلد مديون اصلا  وتدريجا سوف يؤدي الى زيادة معدلات البطالة  وتسريح العمالة ويؤدي  الى مشاكل اجتماعية خطيرة هذه كلها دروس اقتصادية وتاريخية لازمات وقعت فيها بلدان بشكل حقيقي بالنتيجة الحصول على السيولة المالية بشكل عالي وخصوصا بوقت الازمات المالية امر ممتاز ويغري اي شخص واي بلد للحصول على هذه السيولة في سبيل التحرك والتخلص من الالزمة التي يمر فيها  لكن عدم حسبان  هذه الامور بشكل دقيق والاعتماد بالتمني على التسديد من خلال  ثروات قادمة امر جدا غير مضمون.

والقصة بين انتونيو وشايلوك افضل مثال على هذا الشيء

Home
Account
Cart
Search
Drag